يشكو الملايين من آلام الرأس وضعف البصر بسبب الجلوس الدائم أمام شاشة الكومبيوتر. وطبيعي فإن شكوى الطلبة أعظم لأنهم يخصصون وقتا أطول من غيرهم للقراءة والكتابة أمام الشاشة الفضية تحضيرا للامتحانات أو الإجازات وغيرهما.
لذا دعا البروفيسور مانفرد تيتز، رئيس عيادة أمراض العيون في مستشفى شبريبوغن ببرلين هؤلاء الى القيام ببعض التمارين الرياضية الخاصة بالعين، مثل التطلع بعيدا في السماء بين فترة وأخرى حتى يضعفوا تأثير الكومبيوتر على قوة نظرهم. ورغم أنه لا توجد إحصائية ألمانية عن علاقة الكومبيوتر والقراءة بقصر النظر، إلا أن تيتز استشهد بدراسة تقول ان 70% من الهنود العاملين أمام شاشات الكومبيوتر في سنغافورة يعانون من قصر النظر. ولم يستشهد بقصيري النظر في الهند الأم، حيث لا تزيد نسبتهم عن 10%. ومما ذكره تيتز في دراسته أن إطالة الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر تسبب قصر النظر وخصوصا ممن لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة به. ويسري الأمر أيضا على المعانين سلفا من قصر النظر.
وعن أساليب الوقاية من "قصر نظر الكومبيوتر"، ينصح مدمني "الكومبيوتر بوضع مسافة 70 سم بين عيونهم والشاشة، وتكبير الشاشة الافتراضية والكتابة بحروف كبيرة. كذلك ينصح بإغلاق الطالب عينيه لفترة دقيقتين بين آونة وأخرى، وتجدر الإشارة إلى أن العين تصاب بالجفاف جزئيا بسبب أجهزة التكييف والغبار المكهرب وذرات الحبر المتطايرة من أجهزة الطباعة، ويشير أيضا إلى أن اختيار شاشة حديثة لا تطلق الاشعاعات مثل الشاشات المستوية، ومهمة جدا في الحفاظ على قوة العينين.
لا ينطبق هذا الأمر على الكبار فحسب، بل أيضا على الأطفال الذين يقضون فترات طويلة أمام شاشات الكومبيوتر في اللعب، وهم في الغالب يصابون بتشنج عضلات العين المسؤولة عن دقة النظر، ومن الضروري هنا منعهم من اللعب على الكومبيوتر لمدة ثلاثة أيام كي تستطيع عيونهم العودة إلى حالتها الطبيعية.
وفي دراسة اخرى يقسم الاطباء الآثار السلبية لمستخدمي الحاسوب بعد طرق مختلفة فمنهم من يقسمها إلى قسمين رئيسيين و هى الآثار البعيدة المدى و منهم من يقسمها إلى آثار نفسية و آثار بدنية و آثار إجتماعية و لكن التقسيم الحديث هو خليط من هذا و ذاك حيث هنالك:
أولا: آثار بدنية و نفسية قصيرة المدى و تشمل توتر و إجهاد عضلات العين و يبدأ بالشعور بالحرقان في العين و القلق النفسى و ضعف التركيز و في حالة تكرار زيادة المواقع الإباحية يؤدي ذلك إلى الإثارة الجنسية و من ثم الكبت الجنسي أو ظهور المشكلات الأمنية و الإجتماعية.
ثانيا: آثار بدنية و نفسية بعيدة المدى أي تأخذ فترة أطول لظهورها و منها آلام العضلات و المفاصل و العمود الفقري و مثال ذلك آلام الرقبة و أسفل الظهر و آلام الرسغ كما يمكن أن يتسبب فى ظهور حالة من الأرق و الإنفصال النفسي عن عالم الواقع و العيش وسط الأوهام و العلاقات الخيالية خاصة لمن يدمنون على منتد يات الحوار كما يمكن أن يؤدي إلى حالة من زيادة الوزن نتيجة لعدم الحركة مع تناول الوجبات و المشروبات عالية السعرات و طبعا لا ننسى أن نذكر المخاطر الإشعاعية الصادرة عن المراقيب و كذلك تأثيرالمجالات المغناطيسية الناتجة عن الدوائر الكهربائية و الإلكترونية.
و لتجنب كل هذه المشكلات ننصح بإتباع النصائح التالية على قدر المستطاع للحفاظ على صحتنا لتجنب إجهاد العين...
أولا: ارتفاع مكان الشاشة
ينصح بأن يكون إرتفاع الشاشة مناسبا بحيث يكون على مستوى النظر و الإرتفاع المثالي هو أن يقع نظرك على الشاشة مباشرة (كخط مستقيم) على نقطة تقع على بعد 5 إلى 7 سنتيمترات تحت الحدود العليا للشاشة كما ينصح بإقتناء شاشة بحجم 15 بوصة على الأقل و ينصح بوضع الشاشة فى مكان مناسب داخل المكتب أو الغرفة بحيث تقل الإنعكاسات من الإضاءة الخلفية أو النوافذ.
ثانيا: التحديق فى الشاشة
ينصح بأخذ فترة راحة كل 15 دقيقة و ذلك بالنظر إلى أبعد نقطة فى الغرفة لمدة نصف دقيقة أو من خلال النافذة أو غمض العين بين فترة و أخرى لتجنب الجفاف .
وتجنب آلام العمود الفقري و المفاصل
أولا : لتجنب آلام الرقبة و أسفل الظهر
ينصح بالجلوس على كرسي مناسب لطولك و يفضل أن يكون له مسند للرأس و الظهر و يجب عليك أن تجلس بطريقة صحيحة بحيث يكون الرأس و الرقبة و كامل العمود الفقري فى وضع مستقيم.
ثانيا : لتجنب آلام المفاصل
تتأثر معظم المفاصل بطريقة جلوسك أمام الكمبيوتر ويعتبر الورك و مفصل الركبة من أكثر المفاصل تأثرا بطريقة جلوسك أمام الكمبيوتر و لذلك ينصح بإتباع الطريقة السليمة للجلوس و هي الجلوس بحيث تشكل المفاصل زاوية قائمة كما يتأثر الرسخ كثيرا بطريقة إستخدامك الفأرة و لوحة المفاتيح و عليك بالمحافظة على يديك مستقيمتين على قدر المستطاع أثناء الطباعة على لوحة المفاتيح أواستخدام الفأرة مع الحفاظ على المرفق ليكون أقرب إلى جسمك و تكون الزاوية 90 درجة بين العضد و الساعد.
تجنب تأثير الاشعاعات الصادرة عن الكمبيوتر:
هناك اشعاعات تصدر عن الكمبيوتر كالأشعة فوق البنفسجية و كذلك موجات الميكرويف و هذه الإشعاعات صغيرة فى شدتها و كميتها و لكن التعرض المستمر لها قد يتسبب فى مشكلات مستقبلية و أفضل طريقة للتقليل من آثارها المستقبلية هو الابتعاد عن الشاشة بمسافة لا تقل عن 50 سنتيمترا و استخدام شاشة ذات مواصفات جيدة بحيث تصدر إشعاعات أقل و يفضل استخدام شاشات السائل البلورى بدلا من الشاشات التي تعمل على تقنية أنبوب المهبط و هو ما يعرف بأنبوبة الكاثود و ملاحظة أخيرة بهذا الخصوص و هي أن الإشعاعات تصدر في جميع الإتجاهات و لذلك عليك بالإبتعاد عن الشاشة من جميع الإتجاهات و نلاحظ في كثير من مقاهي الإنترنت و مكاتب الشركات جلوس المستخدم أمام جهاز الكمبيوتر و خلف رأسه مباشرة شاشة زميله و طبعا هذه ممارسة خاطئة تؤدي إلى تضاعف التعرض للإشعاع لأن ذلك المستخدم سوف يتعرض للإشعاعات الصادرة من شاشته و من شاشة زميله أيضا